حكايات شارع خبيبنى الفصل الثاني
إنما بكسرة قلوب الأمهات و الآباء
منزل السيد
حضرت أبنه السيد المتزوجة بهيرة إلي منزل أبيها لزيارتهم ومعها صغيرها البالغ من العمر ثلاثة أشهر و يدعي وائل طرقت الباب عدة مرات لتفتح لها شقيقتها مجدة التي لن تنال حظها من الزواج بعد .
أبتسمت بسعادة حين رأت شقيقتها بالباب رحبت بها بقوة و كادت أن تأخذ منها الصغير لتمنعها قائلة
نظرت لها مجدة باندهاش مصحوب بحزن فبهيرة قد تغيرت كثيرا من بعد زواجها و أصبحت معاملتها جافة للغاية مع شقيقتها .
أغلقت مجدة باب المنزل و صاحت باسم والدتها و أخبرتها بحضور بهيرة لزيارتهم .
أحتضنت فادية ابنتها بسعادة و حملت الصغير من بين يدها ليزيد حزن مجدة فقد علمت أن بهيرة لا تريدها أن تحمل الطفل .
_ عاملة اى يا اختي و جوزك عامل اى
تجعدت ملامح وجه بهيرة و هي تقول بحدة
_ و انتى مالك و مال جوزى بعد كدا متجبيش سيرته
نظرت فادية لأبنتها بعدم فهم قائلة
_ في اى يا بنتى ! هي قالت اى غلط دى بتطمن عليكم
نظرت لأمها قائلة
_ و هى تطمن علي جوزى بتاع اى بقولك اى ابعدى عنه احسنلك انا مصدقت يبقالي بيت و راجل و لا عايزانى ابقي عانس زيك
_ أنتي بتعايرينى يا بهيرة !
حاولت فادية إصلاح الأمر و نظرت للصغير علي يدها قائلة
_ ت تعالي يا مجدة بصي قلب تيته نايم ازاى
كادت فايدة أن تقدم الصغير لابنتها لتمنعها بهيرة بغل قائلة
_ لا يا ماما و هى أيش عرفها في شيل العيال كانت خلفت قبل كدا
رحلت مجدة دون حديث تاركة شقيقتها بحديثها المسمۏم و لتنال قسطا من التربية علي يد فادية .
دلف لمنزله ليلا و هو مازال عقله مع من سرقته منه .
جلس علي الأريكة في صالة منزله ينظر حوله فقط الصمت و الحزن سيد المكان .
أراح ظهره للخلف متخيلا إن دلفت تلك الغني علي حياته و انجبت له أطفالا يشبهوه كثيرا.
يستقيظ صباحا علي صوتها العذب و هي تغني إحداى المقطوعات لام كلثوم و أطفاله الثلاث يمرحون بغرفتهم .