ټوفي زوجها الحبيب
وقد عجزت عن النطق بحرف لا تعلم ماذا تقول له
كانت بترمي تليفونك في البحر يا فارس
قالها محمد الذي صعد للتو على متن اليخت بصوته الصارم رغم توتره وقلقه البادي على محياه
رفع فارس رأسه ونظر تجاه والده بملامح منذهله ليحرك محمد رأسه بأسف جعل فارس ينظر ل عهد وتحدث قائلا
خليكي معاها يا أم زين من فضلك ثواني
مال فارس على زوجته ثانيا وقام بحملها متوجها نحو غرفتهما وقبل ان يسير بها نظر لوالده مردفا
ثواني وراجعلك يا أبو فارس
بالفعل عاد فارس خلال ثواني معدودة وقف أمام والده ينظر له يحثه على استكمال حديثه
تنهد محمد بتعب وبدأ يتحدث بصوت مرتجف
صمت لوهله وبدأت العبرات تلتمع بعينيه
وأطلق شهقه مكتومة ونظر لعينيه يستجديه مكملا
وأنا مش عايزك تزعل مني يا فارس يا ابني ونبدأ صفحة جديدة أرجوك
هيئته المرتعدة أعتصرت قلبه بقبضة من حديد
تأمله محمد بابتسامة واعين بدأت تفيض بالعبرات و ما أصعب بكاء الرجال وشعور القهر والندم الظاهر عليه بوضوح
لو عايزاني احكيلك هحكيلك!
متحكيش متحكيش يا أبو فارس
أبتسم له ابتسامة يخفي بها عبراته مكملا
أنا ابنك وانت أبويا مش من حقي اعقبك على اللي فات ولا حتي
على اللي جاي من حقك أبرك وأطيعك وأبقى سندك وعزوتك دا حقك عليا وأنا مجبر أعمله خلينا نبدأ صفحة جديدة يا أبو فارس
انهمرت دموع محمد بغزارة ونظر لوحيده الذي ادهشه بأخلاقه وسعة صدرة بنظرات منذهلة و دون سابق إنظار كان جذبه بعناق قوي وبدأ يبكي بنحيب ويتحدث بصعوبة من بين شهقاته
راجل من ضهر أجدع راجل يا أبو فارس
قالها فارس وهو يبادله عناقه وقد
وجد راحة قلبه وباله التي كانت غائبة عنه لسنوات
أبتعد عنه محمد و نظر له پغضب مصطنع مردفا
أيوه طبعا ياض أنت ويله اتفضل خد مراتك ولف بيها العالم وقضو شهر عسل عظمة ومترجعش غير لما يحصل المراد
أنا عايز أحفادي يبقوا حواليا في أقرب وأسرع وقت
علم وينفذ يا محمد باشا
قالها فارس وهو يرفع كلتا يديه و احتضن وجه والده بين كفيه وبدأ يزيل عبراته بحنان بالغ ومن ثم مال عليه وقبل جبهته بحب مكملا
أنت تؤمرني يا أبو فارس
استغفر الله العظيم
بغرفة خديجة
يا تري عملت ايه يا محمد!
قالتها خديجة وهي تسير بقلق ذهابا وايابا وتفرك يديها ببعضهما
دقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تركض بهرولة ظنا منها ان شقيقها قد عاد فتحت الباب بلهفة لتجد هاشم يقف أمامها وينظر لها بابتسامة المدوخة
صباح الخير يا خديجة
هاشم من فضلك أنا مش فايقة خالص دلوقتي!
قطعت حديثها وجحظت عينيها حين خطي هاشم داخل الغرفة وغلق الباب خلفة وتحدث باصرار وهو يتعمق النظر لعينيها قائلا
مش همشي قبل ما أعرف سبب زعلك مني المفاجيء دا يا ديجا!
نبرته الحادة ونظرتة التي جعلت قلبها يدق كالطبول اجبروها على الحديث دون أرادتها وكأنه يمتلك مفعول السحر عليها
سمعتك وانت بتتكلم في الفون و بتقول عليا لا خديجة متجوزتش أصلا يا أمي
عبست بملامحها بطفولة وتابعت بنبرة أوشكت على البكاء
يعني قصدك إني عانس مش كده!
فتح هاشم فمه ببلاهه وهو يقول
انا قولت لوالدتي إني لقيت بنت الحلال اللي هتجوزها ومستني ردها و امي كانت بتسألني عنك بعفوية بتقولي هي أرملة زيك ولا مطلقة فأنا جاوبتها وقولتلها أنك متجوزتيش أصلا يا خديجة ومش شايف ان دي حاجة تعيبك أبدا بالعكس لو كنتي سمعتي باقي المكالمة كنتي هتعرفي مدي فرحتي إني هبقي أول راجل في حياتك
صمت لوهله يلتقط انفاسة ومن ثم تابع
معقولة زعلتي مني علشان كده مش ممكن رقتك دي يا خديجة!! أنا مكنش قصدي اللي فهمتيه أبدا
قالها هاشم بنبرة صوته الصارمة ولكنها أصبحت مغلفة بحنو ولهفة راقت خديجة كثيرا انبلجت شبه ابتسامة حالمة على ملامحها البريئة اخفتها سريعا
عبست بطفولة و ابتعدت بعينيها عنه مردفه پغضب مصطنع
هاشم من فضلك سبني لوحدي أنا مش عايزة اتكلم ولا عايزه اسمع صوتك
اعتلت ملامح هاشم ابتسامة متراقصه و اقترب منها ببطء جعلها تتراجع لا إراديا للخلف