الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 28 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

اليوم اللي ست البنات تيجي تتعشى عندنا كلمات ترحيبية نطقتها عزة بسعادة لتكمل إيثار على حديثها 
عملنا لك كل الأكل اللي بتحبيه يارب بس يعجبك
نطقت وهي تسحب المقعد لتجلس إستعدادا للبدأ بالطعام 
أكيد يا قلبي هيعجبني ده كفاية إنه من صنع إديكي إنت وعزة
التف الجميع حول الطاولة وشرعوا بتناول الطعام لتهز لارا رأسها وتقول باستمتاع وهي مغمضة العينين ويبدوا على وجهها التلذذ بمذاق الطعام 
يا جمال وطعامة ولذاذة الرقاق
هتفت عزة بإيضاح 
ده عمايل إيثار دوقي بقى الفتة السوري وقولي لي رأيك فيها علشان أنا اللي عملاها
ابتسمت الفتاة لتجيبها بحديث لين لقلب رقيقا هين 
أكيد روعة كل حاجة بتعمليها تجنن يا عزة
ربنا يكرمك يا بنت الأصول هتفت لارا بحماس وهي تنظر للصغير 
أنا جبت لك هدايا تجنن هنلعب بيها مع بعض بعد العشا يا چو
اشتدت سعادة الصغير لتسترسل الفتاة وهي تنظر إلى عزة 
وجبت لك إنت كمان هدية يا عزة يارب تعجبك
مغلبة نفسك ليه بس يا بنتي قالتها بعينين شاكرتين لتسترسل بامتنان وهي تتطلع إلى إيثار 
دي إيثار الله يكرمها مش مخلياني محتاجة لحاجة
مطت شفتاها للأمام مدعية الحزن لتنطق بكلمات لائمة 
طب هو أنا مش
زي إيثار ولا إيه يا ست عزة ولا هتخليني أزعل منك 
ابتسمت لها وأجابتها بصدق 
ربنا يعلم معزتك في قلبي
تابعوا تناول طعامهم وسط أحاديثا شيقة دارت بين الجميع بعد قليل انتقلوا إلى البهو جلست إيثار فوق الاريكة بينما تجلس الفتاة أرضا بجانب الصغير وهما يحاولان تركيب قطع القطار اللعبة ليصفقا معا بعدما نجحا بمهمتهما واشتغل القطار لتنتقل هي بجانب إيثار تاركة الصغير الذي تابع اللهو بالقطار
وضعت كف يدها تحتوي به خاصتها لتتحدث بامتنان 
مش عارفة أشكرك إزاي يا لارا على اهتمامك بيوسف الولد بيحبك جدا وبيفرح قوي لما بيشوفك
أنا كمان ماتتصوريش سعادتي لما بقعد والعب معاه واسترسلت بضحكات ساخرة من حالها 
أنا بحس إني رجعت بنت صغيرة لما بكون معاه
ابتسمت إيثار لتتحمحم الفتاة قائلة بعيون زائغة 
عاوزة أحكي لك على حاجة حصلت
قولي يا قلبي تنهدت الفتاة لتقول بعينين حائرة وارتياب ظهر فوق ملامحها البريئة 
وليد رجع يكلمني تاني وعاوزنا نرجع لبعضتخيلي يا إيثار بيقولي إنه مش قادر ينساني حتى بعد الكلام الصعب اللي قولته له اخر مرة
تنهدت براحة لتجيبها بنبرة عاقلة 
وده يثبت كلامي عنه ونظرتي فيه وليد بيحبك بجد يا لارا اتحملك واتحمل عصبيتك وحالتك النفسية بعض مۏت بسام 
صمتت لتسترسل بأسى 
ده أنت اتهمتيه بإنه السبب في م وت بسام
بشعورا مؤلم تحدثت الفتاة بما يؤرق نفسها 
أنا محتارة يا إيثار ومش عارفة اعمل إيهمكذبش عليكيمن ساعة ما كلمني وأنا فرحانة قوي وسعيدة إنه لسة مستنيني ومرتبطش لحد الوقت بس في نفس الوقت خاېفة شعور إن وجوده في حياتي وحبي ليه هو اللي جنن بسام وخلاه يتصرف بالطريقة دي مش بيفارقني خاېفة ارجع له وبعدين أفشل ومقدرش أتخلص من الاحساس بالذنب المشترك بينا بقت ل بسام خاېفة من الفشل يا

إيثار
زفرت إيثار لتجيبها بنبرة حاسمة 
هرجع وأقول لك إنك لازم تروحي للدكتور النفسي وتتابعي معاه علشان تتخلصي من عقدة الذنب اللي ملازماكي طول الوقت واللي ملهاش اساس من الصحة أصلا 
استدارت لتمسك كفيها وهي تقول بنبرة حنون 
إنسي اللي حصل وحاولي تعيشي
حياتك مع الإنسان اللي بيحبك وشاريك
أخذت نفسا عميقا لتقول بعد حسم قرارها
خلاص يا أيثارأنا هخلي أحمد ياخد لي ميعاد مع الدكتور اللي عنده في المستشفى
باغتتها الاخرى بإصرار
وتكلمي وليد وتقولي له إنك موافقة ترجعي له بس بشرط يتقدم لك رسمي زي ما طلب منك قبل الحاډثة
ابتسمت بخجل ليهتف الصغير بسعادة
يلا يا لارا علشان نلعب
ضحكت لارا لتهبط سريعا تنضم لذاك البرئ لتشاركه اللعب
باليوم التالي في تمام الساعة الثانية ظهراكانت مندمجة بالعمل على جهاز الحاسوب تنظر بتمعن شديد على شاشته من خلال نظارتها الطبية بينما تتحرك أناملها فوق لوحة الكتابة بسلاسة وطلاقةقطع إندماجها صوت رنين هاتفها الجوال لتتوقف وتنظر عليه وبلحظة اعتلت إبتسامتها ثغرها ليضيء وجهها تلقائيا حين وجدت نقش حروف اسمه التي زينت الشاشة لتحول من قلبها الهادئ لمتراقصخلعت عنها النظارة ثم أمسكت الهاتف لترد بصوت بذلت قصارى جهدها ليبدوا هادئ 
ألو
هتصدقيني لو قولت لك إن دي أرق ألو سمعتها في كل حياتي نطقها بصوت يفيض رجولة لتبتسم قائلة بعدما أرادت مشاكسته 
وبعدين معاك يا سيادة المستشاربالراحة عليا أنا مش قدك
بصوت صادق أجابها 
ده سيادة المستشار هو اللي طلع غلبان ومش قدك
ليسترسل مخبرا إياها بملاطفة 
بقى أنا افضل طول الليل سهران علشان طيف عيون سيادتك ملازمني ومش سايبني في حالي ولما بصعوبة أنام الساعة تلاتة الفجر ألاقيك جاية لي كمان في أحلامي
ابتسمت بسعادة ليتابع باستنكار مصطنع 
لا واللي أفظع من كده إني ولأول مرة في حياتي من ساعة ما
اتعينت في النيابة أعمل مكالمة شخصية من مكتبيعلشان تتأكدي إنك قدرتي تسيطري على كل جوارح فؤاد علام وتخليه يكسر ويخالف ثوابت حياتهمش عارف هتوصليني معاك لحد فين
تنهد وبدأ بلف مقعده يمينا ويسارا باسترخاء ليتابع مستطردا بنبرة رجل يذوب عشقا 
غيرتيني قوي يا إيثار غيرتيني لدرجة تخوف
بقي إيثار المسكينة عملت كل ده في فؤاد علام! نطقتها بدلال جعل من قلبه هائجا متوهجا ليرد عليها بمراوغة 
والله ماحد طلع مسكين غير فؤاد علام 
ابتسمت وتحمحمت قبل أن تقول باستئذان متهربة من كلماته التي تسحبها لعالم مليء بالحالمية وليس هذا بالمكان المناسب لتلك المحادثات 
لو قولت لك إني مضطرة أقفل تزعل مني
مقدرش أزعل منك قالها بصوت حنون ليتابع مفسرا موقفه 
أنا أسف بجد أنا كنت مكلمك علشان أشتكي لك من طيف عيونك اللي عڈبني معاه طول الليل وكنت مقرر أقفل بسرعة علشان معطلكيش عن شغلك
واستطرد بصوت متأثر 
بس كعادتي معاكالكلام مبيخلصش وجملة بتجر جملة وموضوع بيجيب موضع وبنسى الوقت وياك 
إيثار نطقها حين طال صمتها كي يطمئن عليها ولكنإين هي إيثار لقد ذابت الفتاة كقطعة شيكولاتة وقعت بكوب من الحليب الساخن لتنصهر وتذوب في الحالانتبهت فور نطقه لاسمها لتقول ببحة مؤثرة بصوتها
نعم
عنيك حلوة قوي قالها قاصدا وهو يبتسم بخبث بعدما تيقن من إنصهار مشاعرها من أثر كلماته الساحرة ليتابع مسترسلا بعدما قرر أن يرأف بحالتها 
انا هقفل علشان تشوفي شغلك وهكلمك على الساعة عشرة بالليل
وافقته فأنهى المكالمة لتتنفس بعمق وباتت تتفقد حرارة وجنتيها التي توهجت جراء كلماته التي نقلتها لعڼان السماء 
بينما وقف هو ليتحرك حتى وصل لنافذة مكتبه الزجاجية ووقف يتطلع للبعيد بعينين لامعتين بوميض الهوىانتشى داخله وبلحظة تعجب وبات يلوم حالهكيف سمح لعقله الواعي بالإنجراف كالمغيب خلف مشاعره الهوجاءمازالت مخاوفه من تكرار الماضي تلاحقه برغم محاولاته بالمضي قدمابالنهاية قد وقع صريعا لعيناها لكنه سيوازن اموره بالتأكيد ولن يسمح لأخطاء الماضي بأن تتكرر 
داخل الحديثة الخاصة بمنزل نصر البنهاوي
تتجاورتان سمية وياسمين الجلوس لتنطق الاولى بنبرة بائسة وقد اكتسى وجهها بالحزن واليأس 
أنا تعبت يا ياسمين ومبقتش عارفة أعمل إيهكل يوم بيعدي وبيقربنا من الإنتخابات بحس إن روحي بتتسحب مني مصيري بقى متعلق بالإنتخابات ونهاية حياتي مع عمرو بتقرب
وعلى حين غرة التفتت إليها لتهتف بنبرة حاقدة 
ده أصلا مش طايقني لا أنا ولا البنت لوحده تخيلي بقى لما اللي إسمها إيثار دي ترجع هيعمل فينا إيه ده الواد لما بييجي بينسيه الدنيا وما فيها أمال لما هي بنفسها تيجي هيعمل معاها إيه
تنهدت لتجيبها بما يطمئن قلبها 
إوعي تكوني فاكرة إنها لما هترجع البيت هتتعامل زي قبل الطلاق إيثار قيامتها هتقوم بمجرد رجوعها للبيت ده تاني وحب عمرو وجنونه بيها مش هيشفع لها عند ستهم اللي خلاص حطيتها في دماغها وناوية تطلع القديم والجديد كله على چتتها
لتسترسل بشفقة ظهرت فوق ملامحها 
طب تصدقي باللي خلقكرغم إن إبن إيثار بينغص عليا حياتي كل ما ييجي هناإلا إنها صعبانة عليا قويدي هتشوف أيام أسود من قرن الخروب وبكرة تقولي ياسمين قالت
رفعت كفيها وهي تنظر للسماء وتنطق بكلمات تقطر حقدا وغلا
إلهي ما تشوف غير الهم والحزن في حياتها إيثار بنت منيرةربنا

ينتقم منها بحق الظلم اللي شفته من جوزي أنا وبنتي بسببها
انتفضت كلتاهما على صوت مروة التي باغتتهما وهي تهتف من خلفهما 
يخربيتك ولية بجحة عديمة الحياإنت مصدقة نفسك وعاملة فيها مظلومة يا عقربة بقى إيثار هي اللي ظلمتك يا عرة النس وان! 
واسترسلت بنظرات
مذهولة 
أمال لو مكناش قافشين ك مع جوزها وفي قلب فرشتهاصحيح
اللي اختشوا ماتوا
قالت كلماتها الأخيرة وهي ترمقها بازدراء لتهب الأخرى من مكانها هاتفة وهي تلوح بأصبع كفها بنظرات كارهة 
تعرفي إيه أكتر حاجة حاړقة دمي يا مروة إني مش قادرة أمد إيدي عليك علشان ستهم مش هتسكتلولا كده كنت جبتك من شعرك وحطيتك تحت رجليا وعرفتك مقامك صح
لو بنت رجالة بصحيح إعمليهاومش هقول لك ستهم هتعمل فيك إيه لا نطقت كلماتها باستفزاز لتسترسل بكبرياء بعدما رفعت قامتها لأعلى 
أهلي هما اللي هيمحوك إنت والعرة أبوك اللي عرف بفض يحة بنته واتكتم علشان فلوس ونفوذ نصر البنهاوي ولا إنت نسيتي أنا بنت مين وإن عيلتي تاني أكبر عيلة في البلد بعد البنهاوية
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق ثغرها لتسترسل بإهانة 
ولا أنت فاكرة الناس كلها واقعة وملهاش أصل زيك
وصل داخلها لحد الاشتعال لتهرول مسرعة للداخل لعدم وجود كلمات تجابه بها تلك التي انطلقت بوجهها كمدفعية ألقت بقذائفها القوية بوجهها أطلقت ياسمين ضحكة عالية لتنطق باستحسان وهي تنظر لتلك الواقفة تتطلع على تلك البغيضة وهي تهرب للداخل بابتسامة نصر 
جدعة يا بت يا مروة نسفتي جبهتها وجبتيها الارض
الټفت لها لترمقها بنظرات قوية وهي تهتف پغضب 
ولما أنت شمتانة فيها كده قاعدة تسمعي لها وتشجعيها على كلامها الفارغ ده ليه!
تحركت لتجلس بجوارها لتتحدث الأخرى وهي ترفع كتفيها بلامبالاة 
يعني هقولها إيه إديها بترغي وانا بسمع وبعدين انا لا بطيقها ولا بطيق اللي اسمها إيثار كفاية عليا إبنها اللي كل زيارة يقلب جوزي وحماتي علياوكأنه بمجيته بيفكرهم إني مخلفتش الولد
وهي إيثار وابنها ذنبهم إيه علشان تحاسبيهم بجهل دماغ جوزك وحماتك قالت كلماتها الصادقة لتسترسل بسخط 
وبعدين سيبك من إيثار إنت إزاي أصلا تقعدي مع واحدة خاطية زي ديدي واحدة خانت اعز صاحبة ليها يعني ملهاش أمان والله بستغربك قوي يا ياسمين
لاحت الاخرى بكفها بلامبالاة وهي تقول 
سيبك من الكلام ده شكل الدنيا هتولع في البيت بعد الانتخابات ومحدش عارف إيه اللي هيحصل
ربنا يسترها يا ياسمينبس شكل اللي جاي مفهوش خير لحد أبدا نطقت كلماتها بتأثر خوفا على تلك ال إيثار
ذهبت إلى مدرسة صغيرها كي تجلبه بعدما اخبرتها المشرفة بأن السيارة الخاصة بنقل الاطفال ذهبت إلى الصيانة فاضطرت للاستئذان مبكرا من عملها والذهاب إلى المدرسة وما أن ترجلت فوجئت بوجود ذاك ال عمرو الذي اتفق مسبقا مع المشرفة لتقول هكذا ل
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 42 صفحات