حكايات شارع خبيبنى الفصل الثالث

منهن من تبكي شفقة علي حال أهل المټوفي .
مرء الوقت سريعا و انفض المأتم ورحل الجميع ماعدا الاقربون .
في الاعلي حيث منزل السيد يجلس علي وسط عماته قائلا 
_ أبويا وصانى الفلوس اللي كان بيطلعها شهرية للناس تفضل تطلع زى ما هي و كلامه نافذ علي رقبتي و وصانى أنه عايز يطلع من بيته مش من المستشفي و أنا نفذت .
تساءلت سعاد بتوجس قائلة 
_ وصاك بحاجة تانى 
أمسك علي هاتفه يعبث به بعدم تقدير الشقيقة أبيه الكبري قائلا 
_ و قالي رجع الحق لأصحابه و أنا شايف أن دى حاجة ملهاش لازمة لأن محدش لية عندنا حاجة 
نهضت سعاد و أتبعها شقيقاتها و نظرت لابن أخيها قائلة
_ اخويا أمنك أمانة و أنت خونتها و خلص الكلام لحد هنا 
نهت حديثها و رحلت هي وشقيقاتها و الحزن علي أخيهم يرافقهم فالمال لن يعوض الروح عن فاقدها لكن ماذا إذا كان المال هذا حق شرعي سيحاسب علية المرء أمام ربه .
أنتظر علي رحيل عماته و نظر لوالدته قائلا 
_ الكلام في حوار الورث دا ميتفتحش تانى 
أبتسمت بهيرة بجشع قائلة 
_ عندك حق يا اخويا دا مالنا احنا 
سخر علي منها و أعتلت السخرية أبتسامته ليقول بثقة مصحوبة بالتسلط
_ قصدك مالى نسيت اقولكم أني بعت كل حاجة لنفسي بالتوكيل اللي معايا من بابا ومعندناش حريم بتورث يعنى لو عماتك ورثوا أنتوا كمان هتورثوا ودا شئ مستحيل يحصل .
أنا داخل انام مسمعش صوت حد فيكم لان الشقة دلوقت باسمي و بسهولة ممكن ارميكم في الشارع .
بكت فادية علي صنع يدها فهي من طمعت بحق الخمس فتيات ليأتى أبنها و يرد الصاع خمس بحق ظلم العباد .
في صباح اليوم التالي 
أستقيظت غنى و قامت برفع مستوى صوت المذياع ليصدع بارجاء المنزل .
ثم توجهت لغرفة أبيها لتجده يجلس علي كرسية و بيده كتاب ربه يرتل منه بعض أيات الله لتلقي تحية الصباح قائلة 
_ صباح الخير يا بابا 
أغلق المصحف الشريف بعدما صدق بكلام ربه ثم رفع نظراته لها مبتسما قائلا 
_ صباح الجمال يا روح بابا 
أزالت ستارة النافذة و هى تفتحها حتي يتبدل الهواء بداخل المنزل قائلة 
_ رايح الشغل النهاردة 
نهض و هو يدثر صغيره جيدا بالغطاء فمنذ ۏفاة زوجته و هو ينام بجواره قائلا 
_ لا هروح من يوم الاحد قولت اريح النهاردة كمان و كدا كدا إجازة بكرا و بعده و من يوم الحد هواظب بقي 
أبتسمت قائلة 
_ طيب هطلع اجيب العيش و اجيب فطار و ارجع علي ما تفوق كدا 
بادلها البسمة و هو يخرج بعض النقود و أعطاها لها قائلا 
_ طيب علي ما تيجي لمحت خيارتين في التلاجة هقطعهم و اعلق علي الشاى متتاخريش 
أرتدت عبائتها و ثبتت حجابها بعدما اغتسلت و هى تقول بصوت مرتفع قبل أن تخرج 
_ انا طالعة يا بابا ومش هتأخر 
ما ان أغلقت باب منزلها حتي شهقت پخوف مصحوب بالصدمة حين اصطدم جسدها الصغير بجسد رباح العضلي الذى دلف توا من بوابة العمارة الخارجية .
نظر لها بنفاذ صبر ها هى مرة أخرى تخرج دون أن تخبره و هو قد أتى في ذلك التوقيت الباكر بسبب عدم ردها علي الهاتف منذ أمس فأصابه القلق ليأتى لكي يطمئن عليها .
نظر لها بضيق قائلا 
_ رايحة فين !
توترت للغاية و نظرت له قائلة بتلعثم
_ الفطار العيش طلعت أحم طلعت اجيب الفطار و العيش 
تركها ليطرق باب منزلها و ما هي سوى ثوانى معدودة حتي فتح سامى الباب مندهشا من وجود رباح في ذلك التوقيت الباكر ليرحب به و نبرته لن تخلي من الصدمة قائلا 
_ اهلا يا أبنى في اى يا غنى 
سال أبنته عما يحدث حين وجدها تقف خلف رباح و التوتر رفقيها .
نظرت غنى لأبيها و نظراتها تخبرها بأنها لا تعلم ما به ليجيب رباح عن ما يدور بعقولهم قائلا
_ في انى جايبلها التليفون عشان اطمن عليها لكن هي مكبرة دماغها و مش بتبص فية اصلا و من امبارح مقفول و اخر حاجة اعرفها عنها لما راحت العزا .
يا عم سامى هي متعرفش عني حاجة و مش بتهتم تعرف 
أفسح سامي المجال ليسمح لرباح بالدلوف للداخل فالباب